في مونديال خابت الكثير من توقعاته، رأى النجم المكسيكي السابق بافل باردو أفضلية بلجيكية على الولايات المتحدة.
في الولايات المتحدة كتبت صحيفة نيويورك تايمز "كرة القدم أكبر من البايسبول" وفي الولايات المتحدة أيضاً أمضى الرئيس باراك أوباما رحلته على طائرته الخاصة وهو يشاهد مباراة بلاده مع ألمانيا، طفرة أميركية متفائلة أكّد يورغن كلينسمان استمرارها "لا يمكن إيقافها، الرياضة (كرة القدم) اجتاحت البلاد في كل مكان.. يجب الاستفادة من ذلك".
أما في بلجيكا فالكل يتغنّى بلاعبين ينتشرون بين تشلسي وسيتي ويونايتد وتوتنهام وأتلتيكو وبايرن وايفرتون وليفربول ونابولي وزينيت وغيرها من الفرق. جيل يراه البلجيكيون ذهبياً بامتياز وإن لم نراه يلمع في أي مباراة، وخير دليل تصريح مارك أوفرمارس أنه ما زال ينتظر من هازار حمل المنتخب على أكتافه.
إذاً الشارعان متفائلان قبيل اللقاء المونديالي ضمن دور الستة عشر اليوم، ورغم انحياز الوقائع أوروبياً إلا أنّ القراءة تبدو صعبة، وكأنّك تختار بين ثيبو كورتوا أكثر الحراس الواعدين عالمياً بأداء رائع (22 عاماً) وتيم هاورد (35 عاماً) المصنف من النجم كلينسمان أحد أفضل خمسة لاعبين في مركزه حالياً.
لذا، للوقوف أكثر على جوانب المباراة وما سبق من تفاؤل متبادل كان لموقع beIN SPORTS لقاء مع الكابتن السابق للمنتخب المكسيكي بافل باردو صاحب 148 دولية مع بلاده (1996-2009) من ضمنها بطولتا عالم وتتويج بالكأس القارية. دردشة كان الظفر بها صعباً في ظل جيش من الصحفيين اللاتين والشماليين يأملون مجالسة لاعب شتوتغارت السابق لدقائق، لكن دماثة وسط الميدان الخبير كللت جهدنا بما صبونا إليه.
وإذ اعتقدنا أنّه قد يمدح بجيرانه الأميركيين من منطلق جغرافي رغم النفور التاريخي، إلا أن باردو أكّد لنا أن لبلجيكا أفضلية على الولايات المتحدة دون أن يسقط صعوبة المباراة من حساباته "بلجيكا منتخب ممتاز ولاعبوها مهاريون في جميع المراكز ويلعبون مع أفضل الفرق الأوروبيّة، رغم أننا توقعنا أكثر. لكن دون شك المباراة ستكون صعبة على الطرفين، وفي العموم لا نرى مباريات سهلة. رأينا كيف لعبت الجزئر أمام ألمانيا، لكن مع ذلك أرشّح بلجيكا للفوز كونها تعرف كيف تخطف المباريات".
- اقتباس :
"التفاصيل الصغيرة تحدث الفرق في المباريات، إن كانت بدنية أو فنية’"
وبدت بلجيكا في الدور الأوّل فريقاً صلباً يعرف كيف يفوز إنما عادي الأداء، فلم يرتق لمستوى ما يضمه من أسماء كهازار وفيلايني وفيتسل ودي بروين وكومباني وفيرمايلن وغيرهم، في حين قدمت الولايات المتحدة منتخباً جيداً مقاتلاً عابه قلة محاولاته الهجومية إذ بلغت 72 محاولة فقط محتلاً المركز 31 بين 32 منتخبا في الدور الأوّل، واهتزاز دفاعه.
وحول هذا الجزر الأميركي وتصريح كلينسمان المفاجئ أنّه سيلعب مهاجما أمام بلجيكا خصوصاً مع إمكانية مشاركة جوزي ألتيدور قال اللاعب المتوّج بكأس القارات 1999 على حساب البرازيل في بطولة سجل خلالها أمام مصر (2-2): "ليس من السهل تغيير عقلية اللاعبين أو الاستراتيجية من مباراة لأخرى، خصوصاً مع فريق اعتاد خوض اللقاءات بنفس دفاعي وحلوله الهجومية عادية".
وتابع لاعب نادي أميركا المكسيكي سابقاً: "يجب احترام المنافس قبل وضع خطة معينة، أتوقع مباراة أكثر هجومية من الطرف البلجيكي لأن لاعبيه يجيدون التحكم بالكرة على نحو أفضل ودفاعه صعب الاختراق حتى وإن غاب فيرمايلن أو كومباني. يجيدون التوغل عبر الأطراف كما رأينا وبدلاؤهم أكفاء. الولايات المتحدة فريق جيّد مقاتل ويلعب كرة حديثة لكنه عرضة أكثر للأهداف وبدلاؤه أقل مستوى".
وردا على سؤال حول تفضيله لتلامذة مارك أوفرمارس في ظل عروض متواضعة في حين أن الولايات المتحدة نجت من ما سمي بـ"مجموعة الموت": "بلجيكا حققت الفوز في جميع مبارياتها في الدور الأوّل في الدقاق الأخيرة، صحيح أنّ عروضها كانت متحفظة لكنها فعالة، تعرف كيف تخطف الفوز ومفاتيح اللعب فيها كثيرة".
وقي ظل منتخب بلجيكي خالف التوقعات بهيمنة انتظرناها ولم نشهدها وآخر أميركي قدُّر له خروج مبكر لم يحصل، قال: "التوقعات خابت في أكثر من مكان ليس فقط مع بلجيكا أو أميركا، رأينا ألمانيا تعاني أمام الجزائر وهولندا مع المكسيك ورأينا كوستاريكا تتألق وإيطاليا تخرج والبرتغال كذلك. التحليل قبل المباريات سهل لكن على الملعب نرى أموراً أخرى. نحن نبني قراءاتنا على الوقائع المسبقة وقد تتغيّر وهذا جمال كرة القدم".
وكان من الطبيعي التطرّق لتأثير العامل البدني الذي يلعب دوراً كبيراً خصوصاً أن تلامذة كلينسمان لعبوا في ظروف أقسى من بلجيكا من حيث نوعية المنافسين والجغرافيا: "من الصعب الإجابة فالاختلافات كثيرة في هذا المونديال وغريبة ولكل منتخب خصوصيته في التأقلم، المكسيك لعبت مباراة ممتازة وخسرت في النهاية حين انتفضت هولندا رغم الحرّ، التفاصيل الصغيرة تحدث الفرق في المباريات، إن كانت بدنية أو فنيّة. نظرياً الولايات المتحدة أجهدت أكثر بالفعل".
- اقتباس :
"تملك بلجيكا نوعية أفضل من اللاعبين للحظات القاتلة وهذا ما أظهرته لحينه"
وأضاف اللاعب الذي خاض مونديالي 1998 و2006 "المهم تجنب الأخطاء كما حصل معنا (ركلة الجزاء أمام هولندا) والاستفادة من الفرص حين تسنح فالمستويات متقاربة تكتيكياً لكن المنتخبات الكبيرة تملك الفارق في قدرتها على صنع الفوز بلحظات قاتلة، فلا يهم إن لعبت 90 دقيقة وخسرت في الدقيقة 90+1، يجب أن تحافظ على تركيزك طوال المباراة حتى صافرة النهاية. بلجيكا تملك نوعية أفضل من اللاعبين وهذا ما أظهرته".
وحول ضمّ الولايات المتحدة عدة لاعبين خبروا كأس العالم بخلاف بلجيكا التي تضم فقط دانيال فان بويتن "يمكن أن يحدث ذلك فارقاً فللخبرة دورها في بعض تفاصيل المباريات لكن في المقابل هنالك عوامل إيجابية تجدها لدى بلجيكا وتفتقر لها الولايات المتحدة الأميركيّة، وهذا ما يجعل الكفة تتعادل إن لم تكن تميل للبلجيكيين كونهم أكثر تماسكاً مع لاعبين ينشطون في كبرى الفرق والبطولات الأوروبية، أي أنّ خبرتهم كبيرة أيضاً، لذا الأفضلية الأميركيّة في هذا المجال لا تعني أفضلية مطلقة".
الرئيسية 
البوابة 
التسجيل 
دخول 
