الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين،
وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد؛
صيام التطوع
افضل الصيام صيام داود عليه السلام ,
كان يصوم يوما ويفطر يوما .
وافضل الصيام بعد شهر رمضان ,
شهرُ الله الذي يدعونه المحرم .
وما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من عشر ذي الحجة .
( افضل الصيام , صيام داود عليه السلام : كان يصوم يوما , ويفطر يوما )
لان في حديث عبدالله بن عمرو ,
ان النبي صلِ الله عليه وسلم قال :
( صم يوما , وافطر يوما , فذلك صيام داود , وهو افضل الصيام ) .
فقلت : اني اطيق افضل من ذلك ,
فقال النبي صلِ الله عليه وسلم : ( لا افضل من ذلك ) .متفق عليه
( وافضل الصيام بعد شهر رمضان , شهر الله الذي يدعونه المحرم )
لما روى عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلِ الله عليه وسلم :
( أفضل الصيام بعد شهر رمضان ) شهر الله المحرم .
رواه أبو داود ,والترمذي , وقال : حديث حسن .
وقال صلِ الله عليه وسلم :( ما من ايام العمل الصالح
فيهن أحب الى الله من عشر ذي الحجة ).
قالوا: يا رسول الله , ولا الجهاد في سبيل الله ؟
قال: ( ولا الجهاد في سبيل الله ,
الإ رجل خرج بنفسه وماله ,
فلم يرجع من ذلك بشيء ) . هذا حديث حسن صحيح , رواه ابن عباس .
ومن صام رمضان واتبعه بست من شوال ,
فكأنما صام الدهر كله .
وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة .
وصيام يوم عرفة كفارة سنتين .
ولا يستحب لمن كان بعرفه أن يصومه ...
( ومن صام رمضان واتبعه بست من شوال , فكأنما صام الدهر كله )
لما روى ابو ايوب قال :
قال رسول الله صلِ الله عليه وسلم :
( من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال ,
فكأنما صام الدهر كله ) .
رواه مسلم والأثرم وأبو داود والترمذي , وقال حديث حسن .
( وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ,
وصيام يوم عرفة كفارة سنتين )
لما روى أبو قتادة عن النبي صلِ الله عليه وسلم
, أنه قال : ( صيام يوم عرفة ,
إني أحتسب على الله أن تكفر السنة التي قبله
, والسنة التي بعده ).
وقال في صيام عاشوراء :
( إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلَه ) . أخرجه مسلم .
( ولا يستحب لمن كان بعرفه أن يصومه )
ليتقوى على الدعاء ؛ لما روي عن أم الفضل بنت الحارث ,
أن أناسا تماروا _ بين يديها يوم عرفه _
في رسول الله صلِ الله عليه وسلم , فقال بعضهم : صائم .
وقال بعضهم : ليش بصائم .
فأرسلتُ إليه بقدح من لبن وهو واقف على بعيره بعرفة ,
فشربه النبي صلِ الله عليه وسلم . متفق عليه .
وقال ابن عمر : حججتُ مع النبي صلِ الله عليه وسلم ,
فلم يصمه – يعني : يوم عرفه – ومع أبي بكر رضي الله عنه ,
فلم يصمه , ومع عمر , فلم يصمه , ومع عثمان , فلم يصمه
, وأنا لا اصومه , ولا آمر به , ولا أنهى عنه . أخرجه الترمذي .
وقال : حديث حسن
وروى أبو داود :
أن النبي صلِ الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم عرفة بعرفة
, ولأن الصوم يضعفه , ويمنعه الدعاء في هذا اليوم العظيم
, الذي يستجاب فيه الدعاء في ذلك الموقف الشريف ,
الذي يُقصد من كل فج عميق ؛ رجاء فضل الله فيه , وإجابة دعائه , فكان تركه أفضل .
ويستحب صيام أيام البيض , والاثنين والخميس ...
( ويستحب صيام أيام البيض ) لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه
قال : أوصاني خليلي رسول الله صلِ الله عليه وسلم بثلاث
: صيام ثلاثة أيام من كل شهر , وركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن انام .
وعن عبدالله بن عمر أن النبي صلِ الله عليه وسلم
قال له : ( صم من الشهر ثلاثة أيام ,
فإن الحسنة بعشر امثالها , وذلك مثل صيام الدهر ). متفق عليهما .
ويستحب أن يجعل هذة الثلاثة أيام البيض ؛
لما روى ابو ذر قال : قال رسول الله صلِ الله عليه وسلم
: ( يا أبا ذر , إذا صمت من الشهر ثلاثة ايام ,
فصم ثالث عشرة ورابع عشرة وخامس عشرة ) . أخرجه الترمذي .قال حديث حسن .
ويستحب صيام الاثنين الخميس
لما روى أبو داود بأسناده عن
أسامة بن زيد أن النبي صلِ الله عليه وسلم
كان يصوم الاثنين والخميس , فسٌئِل عن ذلك
فقال: ( إن أعمال الناس تُعرض يوم الاثنين والخميس ).
وفي لفظ ( فأحب أن يعرض عملي , وأنا صائم ).
والصائم المتطوع أمير نفسه ,
إن شاء صام وإن شاء أفطر ,
ولا قضاء عليه , وكذلك سائر التطوع الإ الحج والعمرة
, فأنه يجب اتمامهما , وقضاء ما افسد منهما .
ونهى النبي صلِ الله عليه وسلم عن صوم يومين : يوم الفطر , ويوم النحر ...
( والصائم المتطوع أمير نفسه , إن شاء صام وإن شاء أفطر , ولا قضاء عليه ) .
لأنه مخير فيه قبل الشروع , فكان مخيرا بعده؛
قياسا لما بعد الشروع على ما قبله ,
ولا يلزمه قضاؤه إذا أفطر ؛ لأنه غير واجب ,
وكان النبي صلِ الله عليه وسلم يدخل على اهله
فيقول : ( هل عندكم من شي ؟ )
فأن قالوا : نعم أفطر . وإن قالوا : ( فإني صائم ) .
ولا قضاء عليه لما سبق .
( وكذلك سائر التطوع , الإ الحج والعمرة ,
فإنه يجب إتمامهما وقضاء ما افسد منهما )
لأنهما لا يوصل اليهما الإ بكلفة شديدة ,
وإنفاق مال كثير في الغالب ,
فإباحة الخروج منهما يُفضي الى تضييع المال بغير فائدة ,
بخلاف غيرهما , وإلزامه قضاء ما افسد منهما ,
وسيلة الى المحافظة عليهما , فلا يضيع ما أنفق عليهما .
( ونهى النبي صلِ الله عليه وسلم عن صيام يومين : يوم الفطر )
والأضحى لما روى أبو عبيد مولى ابن أزهر
قال : شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ,
فقال : هذان يومان نهى رسول الله صلِ الله عليه وسلم عن صيامهما :
يوم فطركم عن صيامكم , واليوم الآخر تأكلون فيه نُسككم . متفق عليه .
ونهى عن صوم أيام التشويق , الإ أنه أرخص في صومها للمُتمتع ,
إذا لم يجد الهدي . وليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .
ونهى النبي صلِ الله عليه وسلم عن صوم ايام التشريق
وروى نبيشة الهذلي رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلِ الله عليه وسلم
: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) . رواه مسلم .
( إلا أنه رخص في صومها للمتمتع , اذا لم يجد الهدي )
لما روى عن ابن عمر , وعائشة أنهما
قالا : لم يرخص في ايام التشريق أن يُصمن ,
الإ لمن لا يجد الهدي . رواه البخاري .
وليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان
لأن النبي صلِ الله عليه وسلم
قال : ( التمسوها في العشر الاواخر في كل وتر ) . متفق عليه .
المصدر
كتاب العدة في شرح العمدة
تأليف
بهاء الدين عبدالرحمن بن ابراهيم المقدسي
دمتم بحفظ الله ورعايته
وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيْرَاً . وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَّةً بَشِيْرَاً وَنَذِيرَاً .
لاتنسوني من صالح دعاكم
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,
الرئيسية 
البوابة 
التسجيل 
دخول 
