سيكون راقصو التانغو بقيادة ملهمم ميسي أمام مهمة أولى في الأدوار الإقصائية ضد الحلم السويسري الذي يرفع رايته شاكيري.
تحلم سويسرا أن تكون مواجهتها مع العملاق الأرجنتيني في الدور الثاني لمونديال البرازيل 2014 لكرة القدم اليوم الثلاثاء في ساو باولو أكثر من مجرد مكافأة على تأهلها وفرصة لمقارعة نجم "ألبي سيليسيتي" ليونيل ميسي.
على الورق، تبدو الأرجنتين حاملة لقب 1978 و1986 مرشحة خارقة لتخطي سويسرا نظراً لإمتلاكها ترسانة هجومية يتقدمها ليونيل ميسي هدّاف برشلونة الإسباني، لكن مجرد إلقاء نظرة على تصنيف الاتحاد الدولي الأخير يتبين أن المنتخب الأحمر يقف مركزاً يتيماً خلف الأرجنتين الخامسة.
[rtl]العبقري ... الملهم[/rtl]
وتعوّل الأرجنتين على ميسي لمنحها ثالث ألقابها من أرض غريمتها البرازيل، ويبدو أن منتخب التانغو قد وجد الموقع المناسب لميسي فأصبح رجال المدرب أليخاندرو سابيلا يطبقون الخطة على مقاس العبقري، وظهر ارتياحه بمركزه الذي يشبه تحركه في برشلونة من خلال نجاعة أوصلته إلى الشباك في كل مرة.
ويبدو ميسي مرتاحاً برغم القيود المفروضة عليه على المستطيل الأخضر، يؤمن له فرناندو غاغو حماية نفسية في خط الوسط، ويستغل آنخل دي ماريا، غريمه في ريال مدريد وزميله مع المنتخب، أي ثغرة دفاعية ناتجة عن رقابة ميسي ليشكل ضغطاً هائلاً على مرمى الخصم.
لكن ميسي سيفتقد في مباراة سويسرا صديقه المهاجم سيرخيو اغويرو الذي أعلن طبيب المنتخب دانيال مارتينيز الخميس غيابه عن المواجهة بسبب "مشكلة عضلية بسيطة".
في المقابل، بدأت سويسرا رحلتها بتحقيق فوز بشق النفس على الإكوادور 2-1، قبل أن تصفعها فرنسا بخماسية كادت تودي بها خارج المونديال (5-2)، قبل أن يشد لاعبو الألماني الخبير اوتمار هيتسفلد أوتارهم الكروية ويبلغوا دور الـ16 للمرة الثالثة في آخر أربع مشاركات بثلاثية على هندوراس حملت توقيع نجمهم الجديد شيردان شاكيري.
وتبحث سويسرا عن الوصول إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 1954 عندما استقبلت البطولة على أرضها وخسرت المباراة الشهيرة أمام النمسا 5-7.
سويسرا... شاكيري
في موازاة الاسم الكبير لميسي وآمال شعب "التانغو" على كتفيه للوقوف في وجه قوة البرازيل العظمى حاملة اللقب خمس مرات، تمتلك سويسرا نجماً على قدر طموحاتها، إذ نجح شاكيري المولود في كوسوفو في ايصال صوته بثلاثية دامغة في مرمى هندوراس.
لم يكن شاكيري لاعباً أساسياً في الموسم الماضي مع بايرن ميونيخ ، لكن ابن الثانية والعشرين الذي يشكل ثنائياً هجوميًا مع يوسيب درميتش، يعلم أن الضغوط لن تكون ملقاة على منتخبه، ويريد ثاني أشهر رياضي في البلاد بعد بطل كرة المضرب روجيه فيدرر والذي تتناقل الصحف البريطانية اسمه للتوجه إلى ليفربول، أن يترك بصمة في دفاع أرجنتيني اهتز ثلاث مرات في الدور الأول.
وأجرى هيتسفلد (65 عاما) تغييراً جذرياً في دفاعه بعد الخسارة المؤلمة أمام فرنسا، فدفع بفابيان شار بدلاً من فيليب سنديروس المتذبذب مستواه ليقدم "لا ناتي" أداء دفاعياً ناجعاً حرم الهندوراسيين من الوصول إلى المرمى. ومن المتوقع أن يشارك شار مجدداً في التشكيلة الأساسية بعد إصابة ستيفن فون برغن وابتعاده حتى نهاية المسابقة.
وتخوف السويسريون من مستوى الحارس دييغو بيناليو الذي يتحمل مسؤولية هدفين في مباراة فرنسا برغم صده ركلة جزاء، ولم يبد مرتاحا أيضاً في مواجهة هندوراس، لذا سيكون الاستحقاق الأرجنتيني مع مهاجمين من طراز ميسي وغونزالو هيغواين ودي ماريا.
التاريخ ينحاز للأرجنتين
ولا يقف التاريخ إلى جانب سويسرا في مواجهاتها مع الأرجنتين الفائزة أربع مرات مقابل تعادلين، وكانت الوحيدة في كأس العالم عام 1966 عندما فازت الأرجنتين 2-0 في الدور الأول. وفي آخر مواجهة، فازت الأرجنتين 3-1 في برن عام 2012 عندما سجل ميسي هدفين متأخرين ليحقق الثلاثية الأولى له مع المنتخب الوطني.
وفي حال تخطي الأرجنتين منافسها ينتظرها في ربع النهائي الفائز من مواجهة بلجيكا بطلة المجموعة بثلاثة انتصارات والولايات المتحدة وصيفة السابعة.