الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين،
وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد؛
مكانة السنّة في القرآن
* أليس الله تعالى قد أمر بطاعة نبيه واتباع سنته؟ فقال سبحانه:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ{ [الأنفال: 20]، وقال تعالى:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ{ [الأنفال: 24].
* أليس الله تعالى قد ربط الهداية بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته فقال سبحانه:}وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{ [الأعراف: 158]. وقال سبحانه:}وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا{ [النور: 54].
* أليس الله تعالى قد كتب رحمته لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم وضمن لهم الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة؟ قال تعالى:}وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ...{إلى قوله:}فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [الأعراف: 156-157].
* أليس الله تعالى قد علق الإيمان على التحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والرضا بحكمه؟ فقال سبحانه:}فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [النساء: 65]، وقال تعالى:}وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ{ [الأحزاب: 36]، وقال تعالى:}فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ{ [النساء: 59].
قال الإمام الشافعي رحمه الله في قوله تعالى:}فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ{ أي: إلى ما قاله الله والرسول، أي: إلى الكتاب والسنة.
* أليس الله تعالى قد حذر من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ورتب على ذلك الهلاك والفتنة؟ قال تعالى:}فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{ [النور: 63].
وقال تعالى:}وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا{ [الفرقان: 27-28].
* أليس الله تعالى قد ربط محبته باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم؟ قال تعالى:}قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ{ [آل عمران: 31].
* أليس الله تعالى قد جعل سنة النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي المعصوم؟ قال تعالى:}وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{ [النجم: 3-4].
فيا أيها الفضلاء, هذا كتاب الله ينطق بالحق,
ويدعونا إلى التمسك بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،
فلماذا غشيت أبصار بعضنا عن هذه الآيات الكريمات؟
ولماذا يروغ بعضنا عنها روغان الثعالب؟
ـــــــــــــــــــ
من كتاب : وما آتاكم الرسول فخذوه
إعداد : د/ عادل الشدى , د/ أحمد المزيد
دمتن بخير
دمتم بحفظ الله ورعايته
وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيْرَاً . وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَّةً بَشِيْرَاً وَنَذِيرَاً .
لاتنسوني من صالح دعاكم
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,