عجائب كرة القدم.. السبع
- الأعجوبة الأولى هي الكرة في حد ذاتها، إذ أن هذا الجلد المنفوخ الذي لا يزيد وزنه عن رطل من الهواء يثير اهتمام سبعة ملايير من البشر بالتمام والكمال، وتدخل خزينة حكومة الفيفا التي تدير شؤونه أربعة ملايير دولار من أموال الدعاية والإعلانات وحقوق البث فحسب.. وبسبب هذا الجلد تقوم حروب، وباسمه ينتصر السلام. ويُعزى الفضل في ذلك إلى الصينيين الذين ابتدعوا اللعبة قبل ثلاثة آلاف سنة.. ثم بنوا سورا طوله ستة آلاف كيلومتر يُرى من سطح القمر (..) وفشلوا في بناء منتخب من أحد عشر لاعبا من أصل مليار ونصف المليار من السكان.
- الأعجوبة الثانية هي ملعب ماراكانا بالبرازيل الذي يتسع لمائتي ألف متفرج.. وهو ما تعجز عن تحقيقه دولة أخرى لا تمثل فيها الكرة الخبز اليومي للناس.. ولا غرابة إن فكر البرازيل يوما في بناء ملعب يسع مليون.. نسمة.
- الأعجوبة الثالثة من البرازيل أيضا، وتتمثل في الملك بيلي الذي كلما أخرجت ملاعب العالم نجوما خارقة إلا ويظل ثابتا في عرشه الذي لم ينازعه فيه مارادونا وزيدان ورونالدينيو وحتى ميسي.. لأن الموهبة اختارت بيلي أفضل لاعب في مونديال 1958، ولم يكن عمره تجاوز السابعة عشرة.. وسجل أكثر من ألف هدف خلال مشوار كروي حافل.
- الأعجوبة الرابعة هي العربي بن بارك، اللاعب العربي الذي ما كان ليتفوق عليه لاعب في عصره لو أن التلفزيون كان منتشرا.. فهو كما يذكر مؤرخو الكرة كان لاعبا متفردا ذا قدرات هائلة. إذ يكفي أنه لعب لثلاث منتخبات مختلفة هي فرنسا وإسبانيا والمغرب.. وكان يمتلك مهارات عالية جدا، حُرم منها الناس في غياب التلفاز والفايسبوك.
- الأعجوبة الخامسة هي المونديال في حد ذاته، باعتباره التجمع العالمي الذي يحبس أنفاس العالم شهرا كاملا، تنسى فيه الشعوب حروبها وأزماتها.. وتُنسى فيه القاعدة وتخصيب اليورانيوم وأخبار الشارع العربي وثوراته. (..) ويعود الفضل في ذلك إلى الفرنسي جول ريمي الذي أسس لهذا الموعد الذي قارب الثمانين من عمره.
- الأعجوبة السادسة هي نطحة زيدان التاريخية التي أوقعت أرضا الإيطالي ماتيراتزي، في نهائي كأس العالم بألمانيا 2006، ولم يعد يذكر الناس من تاريخ زيدان سوى تلك الضربة المفاجئة في الدقيقة .107 ولم يذكروا من المونديال سوى البحث عن الجملة التي تفوّه بها ماتيراتزي فأثارت أعصاب زيزو.. ففعل فعلته كأي جزائري، دمه في جبهته. رغم أنّ الإيطالي كان صادقا عندما قال ''لو قلتُ لكم ما قلته لزيدان لكانت الحرب العالمية الثالثة..''. إذن، لم يخطئ زيدان.
- الأعجوبة السابعة هي أخبار مارادونا الذي تقاعد كرويا، لكنه لم يتقاعد إعلاميا. ليس لكونه صار معلقا بارعا على مباريات الكرة.. ولا أصبح مدربا كبيرا في الأرجنتين، ومتواضعا في نادي الوصل الإماراتي.. إنما بفعل أخباره مع الموبقات وصراعه مع الأزمات الصحية داخل عيادات أمريكا اللاتينية. فما أن يتماثل للراحة قليلا إلا ويعود من جديد ليثير حوله اللغط بما يفعله من.. غلط.