سؤال : لماذا يدور المسلمون حول الكعبة ويقبلون الأحجار ويرمونها؟ أليست هذه طقوس وثنية؟
أمر الله المسلمين بالطواف بالبيت عند أداء مناسك الحج وقال سبحانه في ذلك {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} الحج29
وكان ذلك لحكمة بالغة بينَّها كتاب الله ووضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله عندما أنبأ ملائكته بخلق آدم وتوليه الخلافة عن الله في الأرض أظهروا عدم رضاهم عن هذا الأمر وذلك في قوله سبحانه {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة30
وعند ذلك شعروا بالندم على تعجلهم في إبداء ما في أنفسهم نحو العليم الحكيم فطلبوا من الله التوبة فوضع الله تبارك وتعالى لهم البيت المعمور وأمرهم أن يطوفوا حوله سبع مرات ليتوب عليهم ، فلما انتهوا من طوافهم وتاب الله عليهم أمرهم سبحانه وتعالى وقال اهبطوا إلى الأرض وابنوا لعبادي بيتا اذا أخطأوا كما أخطأتم يأتون إليه فيطوفون حوله كما طفتم فأغفر لهم كما غفرت لكم ، فبنت الملائكة البيت الحرام الذي يقول فيه الله {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} آل عمران96
فلما وقع آدم في الخطيئة وأُهبط من الجنة وندم على مخالفته لأمر ربه نزل إليه أمين الوحي جبريل وأمره أن يذهب إلى مكة حيث البيت الحرام الذي بنته الملائكة ويطوف حوله
فمشى آدم من بلاد الهند التى أُهبط فيها إلى موضع البيت الحرام وطاف حوله وهو يقول : "اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم ما في نفسي فاغفرلي ذنبي ، اللهم إني أسألك إيماناً يباشر سويداء قلبي حتى لا أحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت إنك على كل شيء قدير
فأوحى الله تعالى إليه : أن يا آدم قد دعوتنا بدعوات فاستجبنا لك وكل من جاء من ذريتك إلى هذا البيت وطاف به ودعا بهذه الدعوات غفرنا له ذنبه ونزعنا الفقر من بين عينيه وجعلنا غناه في قلبه وتاجرنا له من وراء تجارة كل تاجر" فكان هذا أساس تشريع الطواف بالبيت كركن من أركان عبادة الحج
والطواف عبادة كل النجوم والكواكب في الكون {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} الأنبياء33
فيتشبه الإنسان في طوافه بالكواكب وهي تدور حول النجم الذي هو أصلها ، أما رمي الجمرات فتخليداً لإبراهيم نبي الله وولده اسماعيل نبي الله وزوجته هاجر أم اسماعيل عندما أمره الله عز وجل مناماً أن يذبح ولده اسماعيل وتكررت رؤياه فدعا ولده وقال له {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}الصافات102
فأخذا مُدْية (سكيناً) وحبلاً وتظاهرا بأنهما ذاهبان إلى منى للإحتطاب ، فجاء الشيطان لإبراهيم ليثنيه عن تنفيذ أمر الله وقال : يا إبراهيم أتقتل ولدك وحيدك من أجل رؤيا منامية؟ فأخذ حصوات من الأرض (جمرات) ورماه بها فابتعد عنه
ثم ذهب إلى ولده اسماعيل وقال: يا اسماعيل أتصدق أباك فيما رآه من المنام؟ فلعله حلم من الشيطان فراجعه ولا تطعه ففعل مثل أبيه وأخذ حصوات ورماه بها
فذهب بعد ذلك إلى هاجر وقال : يا هاجر أتدري أين ذهب إبراهيم وولدك اسماعيل؟ لقد ذهب به ليذبحه بزعم أنه رأى ذلك في المنام وابتعدا عنك حتى لا تمنعيه من ذلك فأسرعي للحاق به وامنعيه فهوت إلى الأرض وأخذت حصوات ورمته بها
فلما تحقق استسلامهم جميعاً لأمر الله فدى الله الغلام بذبح عظيم نزل به جبريل من الجنة { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ{106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107} الصافات
وخلد الله ذكرهما فجعل في عبادة الحج ركنا لرمي الشيطان في الثلاثة مواضع التى رماه فيها ابراهيم واسماعيل وهاجر ، فأين هذا من الوثنية؟ والوثنية عبادة الأحجار ، لكن الحج عبادة لله الواحد القهار