مواقف تحتاج التأمل
1/قام ابن المنكدر يصلي من الليل فكثر بكاؤه في صلاته ففزع أهله
فأرسلوا إلى صديقه أبي حازم فسأله :-
ما الذي أبكاك ؟
فقال :- مر بي قوله تعالى :
" وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ "
فبكى أبو حازم معه و اشتد بكاؤهما
فقال أهل ابن المنكدر :-
جئنا بك لتفرج عنه فزدته !
فأخبرهم ما الذي أبكاهما .
صفوة الصفوة (2/ 142)2/قال الفضيل بن عياض:-
لا يحل أن تؤذي كلبا أو خنزيرا بغير حق
فكيف بالمؤمنين.
3/عندما كان هــارون الـرشـيـد عـلـى فـراش الـمـوت
قال لمن حوله: أريد أن أرى قبرى الذى سأدفن فيه ..
فما كان منهم إلا أن حملوا هارون الرشيد إلى قبره
فنظر هارون إلى القبر وبكى بكاء شديداً
ثم التفت إلى الناس من حوله
وذكر قوله تعالى:-
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ)
ثم رفع رأسه إلى السماء وبكى وقال:-
يا مَن لا يزولُ ملكه ارحَم من قَد زالَ مُلكه
4/سُئل الإمام الشافعي عليه رحمة الله وقيل له:
يا إمام! هل الروح هي التي تحمل الجسد أم أن الجسد هو الذي
يحمل الروح؟
فقال:-
بل إن الروح هي التي تحمل الجسد، بدليل أن الروح إذا فارقت الجسد؛ وقع الجسد جثة هامدة لا قيمة له.
5/دخل الـمـُزَنيُّ على الشافعـي
- رحمة الله عليهما -
في مرض الشافعـى الذي توفي فيه فقال الـمـُزَنىُّ له :
كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟
فقال :
أصبحت من الدنيا راحلا ،
وللإخوان مفارقا ،
ولسوء عملي ملاقيا ،
ولكأس المنية شاربا ،
وعلى الله تعالى واردا ،
ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ،
ثم أنشأ يقول:
ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبي * جعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّما
تعَاظَمَني ذَنـْبي فلمـَّا قرنـْتُهُ * بِعـفوِكَ ربِّي كان عـفوُكَ أعظَمـَا
فما زِلْتَ ذا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ * تجـُودُ وتـَعْفُو مِنّـَةً وتـكرُّما
فإنْ تنتقمْ منّي فلسـتُ بآيـس * ولو دخلت نفسي بجرم جهنمــا
ولولاك لم يـغو بإبـليس عـابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدمـا
وإني لآتي الـذنب أعرف قـدره * وأعلـم أن الله يعـفـو تـكرما