بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام الاتمان الأكملان على أشرف الورى وسيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه
من يقرأ المقدمة يتباذر إلى ذهنه وكانه يستمع إلى خطبة جمعة لكني فقط أردت مشاركتكم أحبائي بما يدور في خاطري
بعد قرائتي لمجموعة من المواضيع التي تخص (آدم) أو الذكر كما يسميه البعض لان سيدنا آدم كان رجلا أبا جدا أول من قيل
له "اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ... الآية " رفقة أمنا حواء.
تتساقط الكلمات من ذهني ولا ادري حتى لماذا أكتب هذا المقال ، لكنه حبي للمنتدى الذي غبت عنه سنوات جعلني اتذكر تلك الأيام
التي قضيتها رفقة أعضاء عزل منهم من راح إلى حال سبيله ومنهم من لا يزال مخلصا للمنتدى ولأعضائه، مجتهدا لتقديم أجود
مافي جعبته ليستفيذ منه الكثير.
خلال تصفحي لمجموعة من المواضيع التي تخص بالأساس علاقة الرجل بالمرأة ، لاحظت أن الإخوة يتحدثون
بشكل كبير عن الجانب العاطفي ويكثر الحديث عن المعاشرة الجنسية حتى وإن لم يكن هناك عقد شرعي.
هنا حز في قلبي مستوى نظرتنا إلى الأمور، نسينا ان هناك رب خلقنا ، رب يراقب أفعالنا وأقوالنا ، لكني دائما اتذكر أن السبب
الكامن وراء كل هذا يرجع بالأساس إلى تبعيتنا للثقافة الدخيلة علينا ، ثقافة الغرب ، أصبحنا نفكر بغرائزنا بأعضائنا التناسلية
ونسينا جوهرنا ، ألا وهو القلب ، كل شيء نابع منه.
يتكلم البعض عن الحب ، أقول أن كلمة "الحب" تحمل في طياتها معان كثيرة ، هناك حب الله ورسوله قبل كل شيء
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
هذا هو الحب الأبدي ، هو الحب الذي سيبلغك مقامات الإحسان ، وسيجعلك في سرر متقابلا مع أخلائك وأحبائك في الله على منابر من نور
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
وهناك حب الوالدين والذين أثنى الله عليهم عز وجل في القرآن الكريم حتى و إن أشركا - "وصاحبهما في الدنيا معروفا... "
لا يمكننا سوى أن نقول في هذا الصدد كلمة الحكماء القديمة "لي هرسوه الوالدين ما يجبروه الصالحين" - مثل شعبي مغربي.
ويأتي بعد ذلك حب الأهل ، هنا نتكلم عن الأسرة : الأبناء و الزوجة وعن المعاشرة وعن الرحمة والسكينة
"ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة ، كيف كان يعامل زوجاته وكيف كان يحبهم ويعظمهم، كان يمازح ويسابق امنا
عائشة رضي الله عنها ، لن نتكلم عن أخلاق رسول الله لانه كان قرآنا يمشي كما وصفته الصديقة رضي الله عنها.
أنظر إلى هذه المودة وهذه المعاشرة ، فعلا هي قصة حب ليس لها مثيل ، تغضب فيطيطب عليها فتبتسم ، تغار فيقوم بإرضائها.
ويأتي في الاخير حب المؤمنين ، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة من المهاجرين والأنصار ، منهم من وهب نصف ماله
لأخيه من المهاجرين ، بل منهم من طلق زوجته ليزوجها لأخيه، هل هناك حب أكثر من هذا.
ما أردت قوله هو أنه ليس هناك شيء إسمه حب بين رجل وامرأة إذا لم يكن يرضي الله عز وجل
وكن على يقين أن كل من سولت له نفسه الإنفراد ببنات أمته ، فسيكون اول المتضررين ، لأن ذلك يمكن أن ينطبق على أخته وبنته،
بل حتى على زوجته . فاحذر كل الحذر ، فإن لم تستطع فعليك بالصوم كما قال عليه الصلاة والسلام
"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"
كان هذا فقط تذكير بسيط مني لأحبتي الذين اشتقت إليهم واشتقت لى تعاليقهم ومناقشاتهم القيمة ، ونسأل الله عز وجل أن يهدينا إلى الصراط
المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
والحمد لله رب العالمين.