القلب رمز الحياة وله في أجسامنا المكانة الأولى فهو الملك القائد لباقي الأعضاء والجوارح.
والقلب اتحد شكله في جميع البشر واختلفت حقيقته بعدد البشر. فقلب أصفى من الدرر وقلب أقسى من الحجر.
قلب ذو همة عليّة يرتفع إلى أعلى عليين وقلب ذو همة دنيّة يهوي إلى أسفل سافلين.
قال تعالى: (( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))
وقال صلى الله عليه وسلم: (( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )).
والقلوب أربعة:
1. قلب أجرد: فيه سراج يزهر وذلك قلب المؤمن.
2. قلب أغلف: وذلك قلب الكافر.
3. قلب منكوس: وذلك قلب المنافق.
4. قلب متذبذب بين الحسنات والسيئات.
القلب الأجرد
وهو قلب أشرق فيه نور الإيمان وذاق صاحبه حلاوة الإيمان، وعلى قدر الإيمان يكون نور القلب وهذا هو قلب المؤمن.
وها هو عمر بن الخطاب يقول: والله ما سبق أبو بكر بكثير عمل ولكن بما وقر في قلبه.
قال تعالى: (( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )).
القلب الأغلف
وهو قلب مغلف في أغلفة الكفر لا يسمع الحق ولا يفهمه.
(( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ))
وهذه الأغلفة عقوبة من الله بسبب الإعراض عن الحق وعدم اتباع الرسل.
القلب المنكوس
وهو قلب عرف ثم أنكر، وهو قلب المنافق فهو يعتقد الكفر ويظهر الإسلام، وله علامات: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أربع من كن فيه فهو منافق خالص، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر )).
القلب المتذبذب
وهو قلب تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق، يتقلب بين الحسنات والسيئات وهو حال أغلب القلوب.
.:.
والآن، وحال قلوبنا كذاك القلب.. ألا نخشى أن يُختم لنا بسوء؟ لأننا على يقين أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه. فما السبيل لإصلاح قلوبنا وتطهيرها؟
لا سبيل إلا اتباع الخطوات الخمس التالية:
1. تحقيق الإيمان بأن نضع أنفسنا في بيئة الإيمان ونبتعد ما استطعنا عن بيئة المعصية.
2. العمل الصالح وهو كل عمل نبتغي به وجه الله وعلى هدى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.
3. الدعاء أن يثبتنا الله على طريق الإيمان.
4. التوبة: فنحن بشر ولسنا ملائكة، فإن زللنا في معصية فما علينا إلا البعد عنها واللجوء إلى العفو الغفور.
5. الحرص على صحبة الخير فالمرء على دين خليله.