قاد نجم برشلونة الشاب نيمار منتخب بلاده البرازيل لفوز صعب على كرواتيا بثلاثة أهداف مقابل هدف في افتتاح النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم "البرازيل 2014".
أحمد النفيلي
استهل المنتخب البرازيلي حملته في نهائيات كأس العالم 2014 التي يخوضها على أرضه ووسط جماهيره بفوز صعب على نظيره الكرواتي بـثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة الافتتاحية للبطولة التي أقيمت مساء اليوم الخميس على استاد "أرينا كرونثيانيز ساو باولو" أمام قرابة 61 ألف متفرج.
افتتح المدافع البرازيلي مارسيلو التسجيل في المباراة والمونديال بشكل عام بالخطأ في مرماه مانحاً كرواتيا التقدم في الدقيقة 11، وأنقذ نيمار المنتخب البرازيلي بإحرازه هدفين متتاليين الأول في الدقيقة 29 أما الثاني فكان في الدقيقة 71 من ركلة جزاء، وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة تمكن أوسكار من إحراز هدف التعزيز لراقصي السامبا في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع.
بهذا الفوز العسير تلقى نجوم "السليساو" رسالة تهديد واضحة ، مفادها أن طريق المنتخب البرازيلي يبدو بالغ الصعوبة وأن مباريات الفريق في الدور الأول لن تكون سهلة على الإطلاق.
المواجهات المباشرة
وكان المنتخبان قد التقيا مرة واحدة في نهائيات كأس العالم في العاصمة الألمانية برلين في الدور الأول من مباريات مونديال 2006، وأقيم اللقاء في الثالث عشر من حزيران/يونيو عام 2006، وفازت البرازيل بهدف وحيد سجله كاكا في الدقيقة 44.
والتقى المنتخبان ودياً مرة واحدة أيضاً، وجرت المباراة في مدينة سبليت الكرواتية عام 2005 وانتهت بالتعادل (1-1).
وهي المرة الثانية التي تخوض فيها البرازيل مباراة الافتتاح كدولة مضيفة وكانت المرة الأولى في افتتاح مونديال عام 1950 عندما فاز المنتخب البرازيلي على نظيره المكسيكي بأربعة أهداف دون رد.
ويعد مونديال 2014 هو الثالث على التوالي الذي يخوض فيه منتخب الدولة المضيفة المباراة الافتتاحية، إذ كان حامل اللقب هو من يلعب المباراة الافتتاحية حتى مونديال 2002 عندما خسر المنتخب الفرنسي حامل لقب مونديال 1998 أمام السنغال بهدف دون رد، ثم بعد ذلك افتتح المنتخب الألماني مونديال 2006 الذي أقيم على أرضه بالفوز على كوستاريكا بأربعة أهداف مقابل هدفين، أما مباراة افتتاح النسخة الماضية من كأس العالم والتي أقيمت في جنوب أفريقيا عام 2010 فانتهت بالتعادل بين منتخب الدولة المضيفة والمكسيك (1-1).
بداية ساخنة
انطلقت المباراة وسط حضور جماهيري غفير، وبدت المدرجات وكأنها اكتست بأكملها باللون الأصفر، وانعكس حماس الجماهير البرازيلية على لاعبي السليساو، الذين اندفعوا بقوة مع الثواني الأولى من اللقاء صوب المرمى الكرواتي.
من جانبه بدا المنتخب الكرواتي الذي يخوض افتتاح المونديال لأول مرة في تاريخه، متماسكاً وعقب مرور الدقيقة الأولى أطلق ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط إنتر ميلان الشاب تسديدة مباغتة مرت بجوار القائم الأيمن لحارس البرازيل المخضرم جوليو سيزار.
وكان الظهور الأول للهجمات البرازيلية عن طريق المدافع دافيد لويز الذي ارتقى لعرضية من الجانب الأيمن إلا أنه حولها سهلة في يد الحارس الكرواتي ستيبي بلتيكوسا.
وأعلن المنتخب الكرواتي عن نفسه بقوة في الدقيقة السابعة عندما أرسل لاعب وسط إشبيلية الإسباني، إيفان بيريسيتش عرضية متقنة ارتقى لها إيفيكا أوليتش مهاجم بايرن ميونيخ السابق وسددها برأسه فذهبت إلى خارج الملعب بعد أن انخلعت لها قلوب الجماهير البرازيلية، التي أدركت في هذه اللحظة أن منتخب بلادها يواجه خصماً صعب المنال.
هفوة مارسيلو
اكتسب المنتخب الكرواتي مزيداً من الثقة وانطلق مهاجماً عبر الجانب الأيسر عن طريق أوليتش الذي أرسل تمريرة أرضية إلى منطقة الجزاء البرازيلية فمرت من المهاجم نيكيتسا ييلافيتش لتجد ظهير البرازيل مارسيلو الذي أودعها في الشباك بالخطأ في الدقيقة 11 معلناً تقدم المنتخب الكرواتي بهدف مفاجئ صدم الجماهير المحتشدة في المدرجات، وأربك حسابات نجوم السليساو تماماً ومدربهم الخبير سكولاري الذي سبق له أن قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم عام 2002.
ازدادت سخونة اللقاء واندفع لاعبو البرازيل بحثاً عن إدراك التعادل سريعاً حتى لا يكتسب لاعبو كرواتيا مزيداً من الثقة، ويتمكنوا من فرض أسلوبهم في اللقاء.
من جانبه قابل المنتخب الأوروبي الحاصل على المركز الثالث في مونديال 1998 الهجوم البرازيلي باستبسال دفاعي إذ سيطر قلبا الدفاع ديان لوفرين و فردان كورلوكا على ألعاب الهواء وأفسدا جميع الكرات العرضية التي أرسلها جناحا البرازيل لرأس الحربة فريد ومن خلفه المهاجم المتأخر هالك، إضافة إلى ذلك فلقد ارتدى الحارس المخضرم بلتيكوسا قفاز الإجادة وتصدى للتسديدات البرازيلية المنهالة عليه من كل الجهات أبرزها تلك التي أرسلها أوسكار من على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 21.
ازدادت عصبية لاعبي البرازيل وبدؤوا يفقدون السيطرة على انفعالاتهم، وفي الدقيقة 27 حصل نيمار على البطاقة الصفراء بعد تدخله العنيف ضد لوكا مودريتش.
هدف الإنقاذ
وصلت الإثارة إلى قمتها في الدقيقة 28 عندما تهيأت الكرة أمام المهاجم ييلافيتش فارتقى لها برأسه إلا أن سيزار أمسكها بثبات وثقة ثم بدأ هجمة برازيلية مباغتة انتهت عند نيمار على حدود منطقة جزاء كرواتيا فسيطر على كرته بهدوء يحسد عليه ثم سدد كرة أرضية زاحفة بيمناه حاول بلتيكوسا التصدي لها إلا أنها سكنت الشباك معلنة هدف التعادل لأصحاب الأرض لتنفجر الجماهير سعادة وفرحة بعد أن مرت بدقائق بالغة الصعوبة.
تماسك المنتخب البرازيلي تماماً عقب إدراك التعادل وبدا وكأنه عاد للقاء فسيطر لاعبوه على وسط الملعب تماماً وفي الدقيقة 41 احتسب حكم اللقاء الياباني نيشيمورا ركلة حرة مباشرة للسليساو على حدود منطقة الجزاء إثر عرقلة راكيتيتش لنيمار انبرى لها نيمار ذاته وسددها مباشرة صوب المرمى إلا أنها اصطدمت براكيتيتش وفقدت خطورتها، فانتهى الشوط الأول بتعادل إيجابي مثير (1-1).
تمركز كرواتي جيد
استهل المنتخب الكرواتي الشوط الثاني تماماً كسابقه، إذ تميز لاعبوه بالالتزام التكتيكي، وعدم المجازفة الهجومية مع الاعتماد بشكل رئيسي على الانطلاقات المباغتة من الجانب الأيسر عن طريق أوليتش أحد أفضل لاعبي الفريق هذه الليلة، من جانبه فقد عاب على المنتخب البرازيلي الاعتماد بشكل كبير على الاختراق من العمق وهو ما أفسده بسهولة مدافعو المنتخب الكرواتي ومن أمامهم ثنائي الارتكاز في وسط الملعب
وأجرى مدرب المنتخب الكرواتي نيكو كوفاتش تغييراً في وسط الملعب لتنشيط النواحي الهجومية حيث أخرج الشاب كوفاسيتش ودفع بمارسيلو بروزوفيتش لاعب دينامو زغرب.
رئة هجومية
مثل نيمار الرئة الهجومية الوحيدة للمنتخب البرازيلي، ووضح اعتماد زملائه عليه بشكل كلي في اختراق الدفاعات الكرواتية، وفي الدقيقة 66 توغل اللاعب الشاب صوب المرمى الكرواتي، ولم يجد المدافع كرلوكا حلاً إلا عرقلة نجم برشلونة على حدود منطقة الجزاء، فاحتسب الحكم نيشيمورا ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء انبرى لها داني ألفيش وسددها قوية إلا أنها ذهبت فوق العارضة.
استشعر سكولاري الحرج وشعر بأن الوقت يتسرب دون أن يتمكن منتخبه من التقدم فقام المدرب البرازيلي المحنك بإخراج هالك ودفع بالمهاجم الشاب برنارد لاعب شاختار دانيتسك الأوكراني.
ركلة جزاء مثيرة للجدل
في الدقيقة 69 وصلت الكرة إلى فريد داخل منطقة الجزاء، فتسلمها اللاعب المحلي داخل منطقة الجزاء وظهره للمرمى، فحاول أن يسيطر عليها إلا أنه تعثر واختل توازنه فلم يتوان الحكم الياباني في إطلاق صفارته معلناً ركلة جزاء للمنتخب البرازيلي بحجة أن المدافع لوفرين دفع فريد، وانبرى نيمار لركلة "الإنقاذ" بعد اعتراض شديد من جانب لاعبي كرواتيا، وسددها كرة قوية في الزاوية اليمنى للحارس بلتيكوسا الذي حاول إبعادها إلا أنها سكنت الشباك في الدقيقة 71 معلنة عن الهدف الثاني للبرازيل وثالث أهداف مونديال 2014 وأول هدف يتم تسجيله من ركلة جزاء في البطولة.
لم ييأس المنتخب الكرواتي المكافح الذي نال احترام كل من في الملعب، وفي الدقيقة 82 تمكن الفريق من إحراز هدف التعادل إلا أن نيشيمورا تدخل مجدداً وألغى الهدف بداعي احتساب خطأ على أوليتش لقيامه بدفع الحارس البرازيلي.
أوسكار يفض الاشتباك
شدد الكروات من ضغطهم على أصحاب الأرض الذين انكمشوا وسط ذهول كل من في المدرجات دفاعاً عن فوزه الهزيل، وفي الدقيقة 86 أطلق مودريتش تسديدة أرضية زاحفة أنقذها سيزار بصعوبة.
أخرج سكولاري منقذ البرازيل نيمار ودفع براميريس لاعب تشيلسي بحثاً عن التأمين الدفاعي لضمان النقاط الثلاث، واستمر الهجوم الكرواتي بلا هوادة واستشعر كل من في الملعب أن أصحاب الأرض في مأزق حقيقي، وفي الدقيقة 91 أطلق إيفان بيريسيتش تسديدة صاروخية أخرى، أنقذها بصعوبة سيزار مرة أخرى، وفجأة ومن هجمة مباغتة تصل الكرة للبديل بيرنارد الذي مررها لأوسكار فتقدم الأخير ثم أطلق تسديدة أرضية مباغتة وسط غابة من السيقان الكرواتية فسكنت الشباك، معلنة هدف الحسم والتأكيد لراقصي السامبا الذين مروا بصعوبات كبيرة في لقاء الافتتاح، صعوبة جعلت الجميع يستشعرون أن مشوار البرازيل أبداً لن يكون هيناً.
تشكيلة المنتخبين
البرازيل
حراسة المرمى : جوليو سيزار
[rtl]الدفاع [/rtl]: داني ألفيش (برشلونة الإسباني) - دافيد لويز (تشيلسي الإنكليزي) - تياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي)- مارسيلو (ريال مدريد الإسباني).
[rtl]الوسط [/rtl]: باولينيو (توتنهام الإنكليزي) - لويز غوستافو (فولفسبورغ الألماني) – أوسكار (تشيلسي الإنكليزي) – نيمار (برشلونة الإسباني).
[rtl]الهجوم [/rtl]: هالك (زينيت الروسي ) فريد (فلوميننسي)
كرواتيا
[rtl]حراسة المرمى[/rtl] : ستيبي بلتيكوسا (روستوف الروسي)
[rtl]الدفاع [/rtl]: ديان لوفرين (ساوثمبتون الإنكليزي ) - فردان كورلوكا (لوكوموتيف موسكو الروسي)- داريو سرنا (شاختار دونيتسك الأوكراني)- سيمي فرساليكو (جنوى الإيطالي).
[rtl]الوسط [/rtl]: ماتيو كوفاسيتش (إنتر ميلان الإيطالي)– لوكا مودريتش (ريال مدريد الإسباني) - إيفان راكيتيتش (إشبيلية الإسباني)- إيفان بيريسيتش (فولفسبورغ الألماني)
[rtl]هجوم [/rtl]: نيكيتسا ييلافيتش (هال الإنكليزي) - إيفيكا أوليتش (فولفسبورغ الألماني)