سيكون من الصعب بمكان ما أن تدرك إسبانيا المجد العالمي للمرة الثانية توالياً.
قبيل بدء بطل العالم حملته للدفاع عن لقبه أمام وصيفه الهولندي، لينطلقا سوية من حيث أنهيا، لا يبدو الشارع الإسباني متفائل بقدرة منتخب بلاده على تحقيق الثنائية العالمية كما فعل في اوروبا عامي 2008 و2010.
وستكون إسبانيا أمام فرصة تحقيق تاريخ لم يسبق إن فازت بالبطولة، لكن ذلك مرتبط بجملة عوامل لا تتوافر كل مرة لعل منها الحظ إلى الجانب الفني وهذ ما أكده لنا الإذاعي الإسباني تورال خوسيه لويس من راديو إسبانيا الوطني في دردشة مع موقع beIN SPORTS: "الأمر شبه مستحيل لتحقيق الفوز، هذه قناعة تشوب كل الإسبان والشارع تقريباً، يجب أن يساعدك الحظ وهذا ما لا يتوفر دائماً، إلى عوامل فنية أخرى مختلفة عن السابق، ما حصل عام 2010 كان مزيجاً فقد خدمنا الحظ في بعض المراحل وكنا متفوقين في أماكن أخرى، وهذا ما مهد لنا درب اللقب، يصعب جداً تكرار ذات الأمر، خصوصاً أن نوعية اللاعبين اختلفت بعض الشيء أيضاً".
ورأى خوسيه أن هولندا لن تكون ذات المنتخب الذي عرفناه سابقاً وشاهدناه هجومي المزاج عام 2010: "ستغير هولندا بطريقة لعبها المعتادة أمام إسبانيا، فمن المعروف أن الهولنديين يلعبون بنفس هجومي قوي، أما الآن فالحال مغايرة وسيكون تركيزهم في الخطوط الخلفية ولن نرى منتخباً كما شاهدناه في جنوب أفريقيا، وعليه لن نرى مباراة سريعة، إسبانيا ستستحوذ على الكرة وهولندا ستنتظر الفرص السانحة للقيام بهجمات مرتدة معتمدة على سرعة لاعبيها في التحرك ونقل الكرات وقدرات تهديفية تتمثل خصوصاً بروبن فان بيرسي".
وأكد أن مباراة اليوم لها ارتباط وثيق بتلك في جنوب أفريقيا: "لا أحد يستطيع نسيان ما حدذ في جنوب أفريقيا، والصراعات التي حصلت هناك في وسط الميدان والدفاع، وهذا ما سينعكس ضغطاً على اللاعبين خلال المباراة القادمة، ستكون كل صورة ماثلة في البال وبعض اللاعبين سيتقابلون مجدداً بروح ثأرية وندية".
وحول انخفاض مستوى المنتخبين عما قبل، أكد الزميل الصحفي أن كلاً من الفريقين لم يعد كما كان سابقاً، لكن ما يقال إن هولندا غير مرشحة للفوز و"هذا ما لمسته من إعلاميين من حول العالم قابلتهم في مقابلات متعددة، هو غير صحيح برأيي"، فهولندا خاضت نهائي 2010، إلى أن المنتخبات التقليدية كألمانيا وإيطاليا وهولندا هي دائماً مرشحة للعب أدوار أولى في أي بطولة حتى لو كانت المحصلة غير جيدة في النهاية على حد قوله.
يذكر أن تشيلي مرشحة أن تلعب دوراً طليعياً في هذه المجموعة لا بل مفاجئاً بتصدر محتمل، فيما الإسبان يأتون بمرتبة أفضل من هولندا المصنفة خارج الحسابات التنافسية لوضعها الفني المتراجع مع جيل شاب غير ذي خبرة، وآخر مخضرم لم يعد بذات البريق.
- اقتباس :
سيواجه دييغو كوستا ضغوطاً هائلة فنية ونفسية، فعدا عن أن أسلوب إسبانيا لا يلتقي أبداً مع طريقة لعب أتلتيكو ما قد يعيق فعالية اللاعب، عانى كوستا من رفض بعض الجماهير الإسبانية له بغنائها في الملاعب "كوستا ليس إسبانياً"، ومن نبذ برازيلي بذهاب البعض لدرجة المطالبة بنزع الجنسية البرازيلية عنه".
وفيما يتعلق بكوستا وجاهزيته البدنية لبدء المباراة ومدى إمكانية تألقه تهديفياً كما كان يفعل مع أتلتيكو مدريد مع اختلاف أسلوب اللعب، أكد أنّ لا أحد يعلم الحقيقة فهنالك تعتيم من دل بوسكي على منتخبه وتحضيراته وحالته البدنية غير واضحة لحينه، أما فنياً فالأسلوب مختلف بين أتلتيكو الذي يلعب ولا يريد الاحتفاظ بالكرة ومنتخب إسبانيا الذي يجيد التحكم بالكرة، وهذا لا يناسب أسلوب لعب كوستا. لكن الأمر في النهاية يتعلق بالخطة فقد ربحنا بطولات من دون مهاجم صريح، ولدينا خيارات أخرى كفرناندو توريس ودافيد فيا لذا يبدو الأمر غير واضح والخيارات مفتوحة.
وحول الرأي السائد القائل إنه إن كان برشلونة في مستوى متراجع يتأثر منتخب إسبانيا بذلك، قال الإذاعي الإسباني: "هذا صحيح من ناحية معينة، لكن برشلونة نافس طيلة الموسم وكان فريقاً جيداً وهذا ما يجب أخذخ بعين الاعتبار، كما كان لدينا فريقان في نهائي دوري الأبطال، أتلتيكو وريال وكل ذلك يساعد في تعزيز المنتخب، لذا العوامل كثيرة وإن كان صحيح أن المنتخب وبرشلونة متشابهان لحد كبير".