يلتقي المنتخبان الفرنسي والسويسري الجمعة على ملعب آرينا فونتي في سالفادور دي باهيا في قمة حاسمة ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة.
وكان كل من المنتخبين حقق الفوز في الجولة الأولى حيث سحقت فرنسا منافستها هندوراس بثلاثية نظيفة، وقلبت سويسرا تخلفها أمام الاكوادور إلى انتصار غال في الدقائق الأخيرة 2-1.
ويدرك المنتخبان أن الفوز في المباراة الأولى لا يضمن تخطي الدور الأول، ويكفي أن يعود السويسريون بالذاكرة إلى النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا ليقفوا عند هذا المعطى، حيث استهلوا المشوار في العرس العالمي بفوز (1-0) على اسبانيا التي توجت لاحقاً باللقب، لكنهم خسروا أمام تشيلي (0-1) وسقطوا في فخ التعادل السلبي أمام هندوراس في الجولة الأخيرة وخرجوا خاليي الوفاض.
وتشكل الجولة الثانية عقدة للفرنسيين أيضاً، فـ"كارثة" المونديال الأفريقي لا تزال عالقة على الخصوص في أذهان كل فرنسي في مختلف أنحاء العالم: بعد التعادل السلبي أمام الأوروغواي في الجولة الأولى، وسقطوا أمام المكسيك 0-2 في مباراة شهدت مشاداة بين المدرب ريمون دومينيك وقتها والمهاجم نيكولا أنيلكا بين الشوطين حيث شتم الأخير الأول بـ"ألفاظ نابية" ما أدى إلى طرده من تشكيلة المنتخب وهو ما أدى إلى اضراب اللاعبين عشية المباراة الثالثة الأخيرة دعماً للاعب، ثم خسروا أمام جنوب أفريقيا 1-2 وودعوا بـ"فضيحة تاريخية".
من هنا تكمن أهمية هذه المباراة بالتحديد في الجولة الثانية خاصة أنها تجمع بين متصدري المجموعة حتى الآن حيث يسعى كل منهما إلى الخروج بأقل الأضرار ان لم يكن الفوز لتأكيد الانطلاقة القوية في النهائيات وقطع شوط كبير نحو بلوغ الدور ثمن النهائي ومحو نكسة النسخة الأخيرة قبل 4 أعوام.
وأكد مدرب فرنسا ديدييه ديشان المتوج مع "الديوك" باللقب العالمي الوحيد حتى الآن عام 1998، على أهمية المباراة، وقال "ستكون مهمتنا صعبة وفي أول اختبار حقيقي في النهائيات. منتخب سويسرا قوي ويلعب كرة قدم حديثة بقيادة مدرب خبير أبلى البلاء الحسن في التصفيات"، مضيفاً "علينا الحذر بالتأكيد، انها مباراة حاسمة وأي خطأ فيها قد يكلف غالياً".
وتابع "معنويات اللاعبين عالية وثقتي كبيرة فيهم جميعاً والأجواء رائعة، علينا أن نركز على هذه الأمور لأنها مفيدة جداً وتساعد على تحقيق أفضل النتائج. يجب أن نترجم ذلك على أرضية الملعب وأن نواصل انطلاقتنا لتحقيق الهدف الأولي وهو بلوغ الدور الثاني".
ويبدو أن ديشان سيعتمد التشكيلة ذاتها التي تغلبت على هندوراس بقيادة مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة الذي سجل ثنائية وكان وراء الهدف الثالث.
وقد يجدد ديشان الثقة في مهاجم ريال سوسييداد الإسباني انطوان غريزمان للعب إلى جانب بنزيمة وذلك على حساب مهاجم أرسنال الإنكليزي أوليفييه جيرو.
من جهته، أكد الألماني أوتمار هيتسفيلد مدرب سويسرا سعي فريقه إلى الفوز على فرنسا بقوله: "الفوز على منافس مباشر على احدى بطاقتي المجموعة، سيكون انجازاً جيداً".
وأضاف "الفوز على الاكوادور في الدقائق الأخيرة كان رائعاً لأنه حرر اللاعبين ورفع معنوياتهم ومنحهم ثقة كبيرة".
وفي مشاركاتها الثالثة على التوالي في كأس العالم والعاشرة بالمجمل، تحاول سويسرا اثبات أن وصولها إلى المركز السابع في التصنيف العالمي لم يكن مجرد صدفة.
وتابع هيتسفيلد: "هدفنا بلوغ دور الـ16 لذا نحن في وضع يخولنا تحقيق المفاجأة... اذا قلت لكم اننا أفضل من جنوب أفريقيا 2010، سيتوقع الجميع منا بلوغ دور الـ16. أنا متفائل بطبعي وأعتقد أننا أفضل. لدينا المزيد من اللاعبين المبدعين والتماسك بينهم وروح المنتخب أعلى. المنتخب موحد داخل وخارج الملعب، ولدينا كل مقومات النجاح".
وأردف قائلاً: "لدينا نوعية جيدة على الأطراف وليس فقط في رأس الحربة، وتضامن في المنتخب، فمنذ 2011 لم نخسر سوى أربع مرات في 29 مباراة، لأننا نتعامل مع كل خصم بجدية".