موضوع: في مونديال المفاجآت.. كوستاريكا وتشيلي وفرنسا رواداً السبت يونيو 21, 2014 2:35 pm
ا ريب أن مونديال البرازيل من أكثر البطولات روعة وغرابة بنتائجه وأحداثه وتصريحاته.
في مونديال المفاجآت المتعددة الأوجه قد لا تجد غرابة إن سمعت صوتاً ينكّس أعلام التاريخ، ففي البرازيل أدار الشعب ظهره للـ"سيليساو" وفي البرازيل اقتحم العشرات الأمن المشدد واستاد ماراكانا في سابقة، وفي البرازيل سيودع بطلان عريقان الدور الأول من ذات المجموعة وفي البرازيل لقي حامل اللقب أسوأ مصير، وفي البرازيل أيضاً قد نرى تشيلي وكوستاريكا يغيّران وجه الكرة.
التقدير نقلاً عن النجم الأرجنتيني ارييل أورتيغا صاحب 87 مباراة دولية مع منتخب بلاده؛ تجربة ملهمة نهلنا من بعض عصارتها، خلال مقابلة حصرية لموقع beIN SPORTS لملمت جوانب الانجاز الكوستاريكي وعرّجت على لاعبي اليخاندرو سابيلا، وانتهت ملتمسة ترشيح الأفضل فرأينا أنفسنا ننطلق من ديوك أوروبا (متوقع) لنصل إلى "تيكوس" في أميركا الوسطى بعد المرور بـ"لا روخا" اللاتين.
من هي المنتخبات الأفضل لحينه وترشحها لدور طليعي في المونديال؟ "أعجبت بمستويات فرنسا وتشيلي وكوستاريكا وهي قدمت أفضل العروض لحينه وأرشحها للعب دور مميز في البطولة" هذا ما جاوبنا به أورتيغا المستمر في الملاعب رغم عقوده الأربعة.
يضم المنتخب الكوستاريكي 14 لاعباً محترفاً في بطولات خارجية أحد عشر منهم في أوروبا مقابل ثلاثة فقط في مونديال 2006 بينهم لاعب واحد في القارة العجوز.
ولم يخف النجم الأرجنتيني إعجابه بمنتخب كوستاريكا تحديداً وجدارته بما حقق منطلقاً من قناعة -الميدان هو الفيصل- " قبل البطولة لم يكن أحد ليتوقع أن تحقق كوستاريكا نتيجة مماثلة وهذا منطقي بسب المعطيات التاريخية والفروقات الكبيرة، لكن بعد انتهاء المباراة (مع إيطاليا) إن حللنا الأداء نرى أن المنتخب الكوستاريكي حقق نتيجة ممتازة وهو استحق الفوز عن جدارة ليس فقط على إيطاليا، إنما على أوروغواي أيضاً، لذا إن انطلقنا من المستوى الفعلي على الميدان، لا أرى مفاجأة تحققت".
ورغم اعتقاد شريحة كبيرة أن إيطاليا منتخب منافس للقب جديد، إلا أن أورتيغا قدّر خروجه من الباب الضيّق مثل عام 2010: "لم يعجبني المنتخب الإيطالي وطريقة لعبه في المبارتين اللتين خاضهما لحينه، أما أوروغواي فبدت فريقاً آخر في المباراة الثانية خصوصاً مع عودة لويس سواريز، وبناء على ما شاهدناه لحينه من معطيات ميدانية فنية، تبدو أوروغواي أقرب لخطف بطاقة العبور الثانية عن هذه المجموعة ومرافقة كوستاريكا للدور التالي".
وكلاعب محترف صال وجال في نواد كبرى أكد أن لا دور للاستخفاف والاستهتار بإنجازات كوستاريكا: "لا أعتقد أن الإيطاليين لم يحترموا المنتخب الكوستاريكي وذات الأمر لأوروغواي، بل بخلاف ذلك هذه الفرق لها الباع الطويل الاحترافي وعقليتها دائماً بمواجهة المنافس بكل جدية أياً كانت نوعية مستواه الفنية، خصوصاً أننا نلعب في بطولة العالم، وقد رأينا كوستاريكا منذ البداية تلعب كرة منظمة تتبع خططاً محددة ولاعبوها يملكون خبرات جيدة في الملاعب الأوروبية وقد نالوا نتيجة مجهوداتهم بجدارة".
ولم ير ضيفنا الثمين ضغطاً سيضعف مردود الوافد الكاريبي في القادم من اللقاءات بعدما بات تحت المجهر: "كوستاريكا منتخب منظم واحترافي، ويملك فكراً كروياً، لا أعتقد أنهم سيشعرون بالضغط مع تقدم عمر البطولة حتى ولو كانوا غير مرشحين في البداية وقد اختلفت الأمور الآن بنظر العالم، لكن بالنسبة لهم أعتقد أنهم سيواصلون اللعب على المنوال ذاته أمام إنكلترا وفي دور الـ16 خصوصاً أن كل فوز لهم إنجاز إذ ليس لديهم ما يخسرونه في المونديال وهم حققوا أكثر من المطلوب منهم أساساً، ويستطيعون الذهاب بمشوارهم بعيداً في البطولة".
وبما أنّ الطقس في ماناوس استنزف الإيطاليين في مباراة متطلبة بدنياً اعتقدنا أن لذلك تأثير على مردود الأتزوري الثاني، وهذا ما قاله بوفون أيضاً عقب الهزيمة، لكن اللاعب الذي قضى معظم مسيرته في ريفر بلايت كان له رأيه المُغاير: "لا أظن أنّ للطقس عامل مؤثر في خسارة إيطاليا، فكلا المنتخبين لعبا بظروف الحر والرطوبة العالية، ولاعبو كوستاريكا تأثروا أيضاً، لذا أرى النتيجة من زاوية فنية كروية بأنها عادلة وليست بسبب عوامل خارجية، فإيطاليا رأيناها غير منظمة، لم تلعب بخطة واضحة ولم تقدّم ما يشفع لها بتحقيق نتيجة طيبة وكل محاولاتها الهجومية باءت بالفشل وانتهى الخطر منها بإهدار من بالوتيلي، بخلاف منافستها التي فرضت شخصيتها وحققت فوزاً مميزاً".
بعد إسبانيا وإنكلترا ستكون إيطاليا ثالث منتخب متوّج سابقاً يخرج من الدور الأوّل في مونديال البرازيل حسب رأي أورتيغا
أما عن مستوى الأرجنتين المتراجع والضعيف في لقائها الأول وتوقعه لقادم المباريات لمنتخب بلاده: "لعبت الأرجنتين أمام البوسنة مباراة ذات وجهين، الشوط الأوّل رأيناها سيئة ترتكب الأخطاء بكثرة، أما في الشوط الثاني رأينا الفريق أفضل بتحركاته وقد ارتفع مستواه، وهذا كله مرده للضغط النفسي الكبير على اللاعبين المطالبين بتحقيق إنجاز هام، وأعتقد أننا سنرى المنتخب يرتفع أداءً تدريجياً مباراة بعد أخرى، وسنشهد ذلك بدءاً من لقائهم القادم (مع إيران)".
ومع أن "التانغو" يملك أعلى معدل أعمار في البطولة وإمكانية تأثير ذلك على طموح الفوز باللقب: "لا أظن أنّ لعامل السن دور في هذا الموضوع، المسألة تتعلق بخبرة اللاعب وطريقة أدائه، المهم كيف تنسجم المجموعة مع بعضها وتؤدي وفقاً لخطة واضحة وشخصية قوية متماسكة، هذا ما يصنع الفروقات، كما لا أظن أن لاعبي الأرجنتين متقدمون في السن، بل على العكس ما زالوا شباباً يستطيعون تقديم الكثير".