يعيش عشاق إيطاليا وأوروغواي أوقاتا عصيبة مخافة مغادرة مبكرة للبرازيل توقعها رود خوليت لاتينية.
زاهر الحلو - ريو دي جانيرو
تصوير: سامر الرجّال
فيما ينام لاعبو كوستاريكا وجماهيرها قريري الأعين، سيجافي النعاس زملاءهم في إيطاليا وأوروغواي وكل منهم يعيش هاجس قضاء الليلة الأخيرة في البرازيل قبيل مواجهتهما الطاحنة الثلاثاء على بطاقة العبور الثانية عن المجموعة الرابعة بعدما ضمن ممثل الكاريبي الأولى.
لم يكن أحد ليتخيّل سيناريو مماثلاً، كوستاريكا المتواضعة تشاهد بطلين سابقين يتنازعان خشبة الخلاص، فيما بطل قديم آخر يؤدي واجبات المشاركة وقد أودعت حقائبه مستودع طائرة لندن.
هذا الحال ومستوى الأتزوري و"لا سيليستي" المتأرجح تركا المتابع والمُحب في حيرة بسبب ما قدماه لحينه، والكل يتوجّس الأسوأ من زاويته، لذا كان لا بدّ من رأي خبير محايد يجاوب على بعض ما يدور في كل بال، فكانت دردشة حصرية مع النجم الهولندي السابق رود خوليت أحاطت المنتخبين وخلص من خلالها أنّ الأتزوري أقرب للعبور من بوابة التعادل.
أيّ من المنتخبين هو الأقرب لخطف بطاقة العبور لدور الستة عشر: "إيطاليا هي الأكثر ترشيحاً للتاهّل لدور الستة عشر من خلال نتيجة التعادل الأكثر احتمالاً أن تحدث في مباراة صعبة على الطرفين" قال خوليت رداً على استفسارنا.
- اقتباس :
ستكون المرّة الأولى في المونديال التي تشهد خروج بطلين سابقين من الدور الأوّل ومن ذات المجموعة.
وأكّد اللاعب الهولندي المتوّج بلقب أمم أوروبا 1988 أنّ أوروغواي ستبادر للهجوم أكثر من إيطاليا كونها تحتاج للفوز لضمان عبورها للدور الثاني، فيما منافستها سنراها تقليدية الأداء وستلعب بالأساس لانتزاع التعادل أو خطف الفوز من خلال هجمة مرتدة، "رأينا اليوم كيف لعبت تشيلي أمام هولندا طبعاً دون أن تنجح، لذا أعتقد أنّ إيطاليا ستعتمد النهج ذاته".
ولا يخفى على أحد أن رعونة ماريو بالوتيلي أزمت الموقف الإيطالي بإضاعته أكثر من فرصة محققة أمام كوستاريكا فكان السؤال المنطقي حول الدفع بتشيرو إيموبيلي هداف الدوري الإيطالي، فأوضح نجم ميلان السابق أنه لن يتفاجأ إن رأى إيموبيلي يلعب أساسياً لأنّ "برانديلي يحتاج إلى مهاجم حقيقي يلعب داخل منطقة الجزاء ويجيد التهديف بفعالية عالية" رافضاً المفاضلة بين بالوتيلي وتشيرو لكنه رأى أن النجم "المزاجي" قد يلعب خارج المنطقة أكثر مواكباً هداف تورينو والأخير يأخذ على عاتقه هز الشباك وترجمة الفرص غير المسموح إضاعتها في موقعة مصيرية.
وفي وقت يُحتمل أن يغيب دانييلي دي روسي بسبب الإصابة، طرح السؤال نفسه حول مجاورة فيراتي الشاب لزميله بيرلو المخضرم مرة جديدة ومدى فعالية هذا الثنائي، فأكّد المدرب الهولندي أنّ الوسط الإيطالي يحتاج للسرعة كي يكون خطراً خصوصاً عند المرتدات وهذا مطلوب من فيراتي في حين أن صانع ألعاب يوفنتوس ما زال يقوم بواجباته على أكمل وجه، لكنه يحتاج للعون وتحديداً عامل السرعة من زملائه.
وحول انخفاض مستوى بيرلو بين مباراة وأخرى وقد تترجم بهبوط ملحوظ في عدد تمريراته الناجحة (103 مقابل 76) قال إنه لا يعتقد أن التراجع بدني سبب ذلك فاللاعب يؤدي دوره ويستطيع تحمّل هذا الضغط من المباريات مؤكداً أن تراجع نجم يوفنتوس مرده تكتيكي وليس لعامل اللياقة البدنية بعد أن نجح الضغط الكوستاريكي بتعطيل المفاتيح الإيطالية فلم يستطيعوا تمرير الكرة كالمعتاد ما أدى لتراجع عدد تمريرات بيرلو.
- اقتباس :
تعدّ أوروغواي حالياً منتخب النجم الواحد "لويس سواريز"
في المقابل لم ير خوليت أوروغواي منتخباً متكاملاً بل فريق النجم الواحد لويس سواريز: "رأينا الاختلاف بين اللقاءين الأوليين وكيف استطاع هداف ليفربول صناعة الفارق لوحده في المباراة الثانية لذا "أوروغواي في الوقت الحالي تعوّل كثيراً على سواريز وقدراته الفردية للذهاب بها بعيداً".
ورفض الهولندي توصيف المستوى الإيطالي بالضعيف أمام كوستاريكا بل إهدار بالوتيلي للفرص وضعها في مأزق: "أعتقد أنّ إيطاليا لم تكن سيئة كما يقال، سنحت لبالوتيلي العديد من الفرص بعد أن نجح الوسط الإيطالي باختراق الدفاع الكوستاريكي أكثر من مرة ومنها كرات انفراديّة لكنه لم ينجح باستثمار أيّ منها ولو نجح لتغيّر الوضع".
وتطرقاً لقدرة كوستاريكا على تعطيل الوسط الإيطالي بالضغط عليه طيلة الوقت وإمكانية تكرار ذلك أمام أوروغواي أكد أنّ هذا كان صحيحاً لكن في الوقت ذاته إيطاليا تحب هذا الأسلوب على حد قوله، "يحبون المكوث في الخلف ومن ثم خطف الكرات والقيام بمرتدات سريعة والتسجيل لكنهم لم ينجحوا بذلك ومع تقدّم كوستاريكا صعبت الأمور بعد زيادة ثقتهم بأنفسهم ولانتشارهم الممتاز".